أزمة كورونا منحة للإستفاق من سبات نومنا
مما لاشك فيه أن موضوع فيروس كورونا من أهم المواضيع و أكثر شائعة هذه الأيام ، مع إنتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في أنحاء العالم تستمر مجموعة من الدول في إتخاذ تدابير مختلفة للتصدي و مواجهة هذا الفيروس ، كما اتخدت إجراءات آخرى لمنع إنتشار الفيروس وذلك بإعلان ما يسمى بحالة الطوارئ الصحية بحيث أن خطورة هذا الفيروس تكمن في إنتشاره السريع ؛ ونذكر من بعض إجراءات حالة الطوارئ التي إتخذتها بلادنا كنموذج منع التجمعات و إلزامية إرتداء الكمامة و إلغاء الحفلات و الأعراس و إغلاق المساجد و المقاهي و المتنزهات إلى غير ذلك ... . ففيروس كورونا هي عائلة من الفيروسات الكبيرة التي تتسبب في أمراض للبشرية و هذا النوع من الفيروسات يصيب الجهاز التنفسي فهو مرض معدي ينتقل عن طريق الرذاذ ، قد ظهر أول مرة هذا الفيروس بمدينة ووهان الصينية وقد تسبب هذا الفيروس في مجموعة من الأزمات . إذن الإشكال المطروح أو السؤال الوحيد الذي يوجد في ذهني هو كالآتي : هل أزمة كورونا هي منحة للإستفاق من سبات نومنا ؟جاء فيروس كورونا بغتةً وغير الكثير والكثير من حياة الافراد والمجتمعات ، بين ليلة وضحاها اصبح الكل متقيداً ببيته ، وعينه على نشرات الاخبار التي تنقل حصيلة الضحايا لهذا الفيروس .
لن ينكر أحد أن هذه الظرفية كانت صعبة ، وترتبت عنها عدة أعراض جانبية سلبية (فقدان الأرواح البشرية ، دمار الاقتصاد العالمي ، تذمر نفسية الكثيرين نتيجة المكوث في المنزل والتقيد ب حالة الطوارئ...) لكن الألم والأمل وجهان لعملة واحدة ، ف في المقابل قد ساعدتنا هذه الظرفية الصعبة في إعادة النظر في حياتنا الإعتيادية كيف لا و قبلها كنا أكثر إهمالا لصحتنا ونظافتنا ، غير مخصصين وقت لعائلاتنا ، متذمرين من بساطة أيامنا ... والان ، قد تغيرت الاوضاع بنسبة كبيرة حيث أصبح كل واحد منا شخصا آخر متغير تماما ، كانت ظرفية كورونا درساً إيجابيا ، ورفعت الستار على الكثير من الحقائق التي انشغلنا عنها .
كانت هذه الظرفية بمثابة ولادة قيصرية التي تبتدأ بالألم ، لكن يوما بعد يوم قد غمرنا الأمل و أصبحنا على استعداد لإستقبال حياة آخرى بعد القضاء التام على الفيروس .
وفي نهاية هذا الموضوع الذي حاولت أن أسرد جميع الأفكار التي خطرت على بالي عن هذا الموضوع المتداول في كل مكان و زمان وكذا في جميع وسائل التواصل الاجتماعي ، و أود القول أن أزمة كورونا هي أزمة عابرة ككل الأزمات و طريقة الوحيدة للتصدي لهذا النوع من الفيروسات فهو بإتخاذ إحتياطات و الإجراءات الجاري بها العمل ؛ هذا المرض فهو رسالة للعودة إلى الطريق الصحيح للبعض و إعادة النظر لمجموعة من الأمور ، وإنشاء الله العودة إلى الحياة العادية في القريب العاجل ؛ وأخيرا أتمنى إن ينال الموضوع إعجاب كل من يقرأه ، حيث حاولت بقدر إستطاعتي أن أكتب فيه مجموعة من الأفكار ليصبح موضوعا يفيذ كل من يقرأه .
مصطفى الغالي .